الشخصية الهيستيرية: بين الحاجة للانتباه والبحث عن الحب


الشخصية الهيستيرية: بين الحاجة للانتباه والبحث عن الحب



الشخصية الهيستيرية هي نمط نفسي يتميز بالسعي المستمر لجذب الانتباه، والميل للمبالغة في التعبير عن المشاعر كي ينظر اليه الاخرين .

ورغم أن البعض يراها “درامية” أو “مزعجة”، إلا أن خلف هذا السلوك غالبًا ما يوجد احتياج داخلي عميق للشعور بالحب والقبول  لانه يعاني يتصرف بهذه الطريقة .


ما هي الشخصية الهيستيرية؟


تُعرف الشخصية الهيستيرية في علم النفس بأنها نمط دائم من السلوك العاطفي المبالغ فيه، والرغبة في أن يكون الشخص محور الاهتمام في كل موقف.

غالبًا ما يشعر أصحاب هذه الشخصية بعدم الراحة إذا لم يكونوا في مركز الضوء، وقد يستخدمون المظهر أو الانفعالات أو الكلام لجذب الانتباه مثل الضحكات العاليه بشكل مبالغ فيه  وغيرها المكياج. الصارخ للسيدات المبالغه في التعليقات الكلاميه .


أهم سمات الشخصية الهيستيرية


•  المبالغة في التعبير العاطفي: يظهر الشخص مشاعره بشكل درامي، أحيانًا بشكل لا يتناسب مع الموقف اما زياده في الضحك ان كان موقف مفرح و اما زياده في البكاء ان كان موقف. درامي.

السعي المستمر للانتباه: يشعر بعدم الراحة إذا لم يكن محور الحديث أو الاهتمام.

•  الاهتمام الزائد بالمظهر: يستخدم الجاذبية الجسدية كوسيلة للتأثير .

•  سهولة التأثر: يتأثر بسرعة بمشاعر الآخرين أو بالمواقف.

•  سطحية العلاقات: يميل إلى علاقات غير مستقرة، تفتقر إلى العمق والاستمرارية.


الأسباب المحتملة لتكوّن الشخصية الهيستيرية

أهم عاملين مؤثرين في حياة أي انسان هما عامل الوراثه و البيئة 

الوراثة: وجود تاريخ عائلي لاضطرابات الشخصية و غالبا ما نجد ذلك  في اضطرابات اخري ايضا.

• البيئة الأسرية: التربية التي تعتمد على التدليل الزائد أو الإهمال العاطفي.

• الطفولة المبكرة: التعرض للرفض أو الإهمال أو فقدان أحد الوالدين.

• النماذج السلوكية: تقليد شخصيات مؤثرة تتسم بالدرامية أو المبالغة.



تأثير الشخصية الهيستيرية على العلاقات


العلاقات مع الشخص الهيستيري قد تكون مليئة بالتقلبات، حيث يسعى دائمًا للشعور بالحب والتقدير، لكنه قد يواجه صعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة.

غالبًا ما يشعر الطرف الآخر بالإرهاق من كثرة المطالبة بالاهتمام أو التصرفات المبالغ فيها مع هذا الشخص فيفضل الابتعاد


---


كيف يمكن التعامل مع الشخصية الهيستيرية؟


•  الفهم أولًا: إدراك أن هذا السلوك نابع من احتياج داخلي وليس مجرد رغبة في الإزعاج و عامل الفهم مهم جدا للتعامل مع الشخصيات المختلفه.

•  الحوار الهادئ: استخدام لغة غير حكمية، والتركيز على المشاعر الحقيقية خلف السلوك.

• الاحتواء دون تعزيز السلوك السلبي: تقديم الدعم دون مكافأة التصرفات المبالغ فيها بمعني عدم التشجيع علي المبالغه  و اذا بالغ هو في تصرف اتجاهل ذلك.

• تشجيع العلاج النفسي: خاصة العلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد على فهم الذات وتعديل السلوك لان المعرفي السلوكي يمتاز بتوضيح  الافكار بشكل جديد و تصحيح كثيرا من الاخطاء .



هل يمكن علاج الشخصية الهيستيرية؟


نعم، من خلال العلاج النفسي يمكن للشخص أن يكتشف دوافعه الداخلية، ويطوّر طرقًا صحية للتعبير عن مشاعره وبناء علاقات أكثر توازنًا.

العلاج لا يهدف إلى تغيير الشخصية بالكامل، بل إلى تعزيز الوعي والمرونة النفسية لانه لا يوجد علاج يعمل علي تغير الشخصيه ينسبة مئة بالمئة  لكن يساعد في احداث  تغير بشكل كاف .




خلاصة


الشخصية الهيستيرية ليست مجرد “حب للظهور”، بل هي انعكاس لاحتياج داخلي عميق.

وراء كل دراما، هناك قلب يبحث عن الحب، وعن من يراه بصدق.

الفهم والرحمة هما أول خطوات الدعم، سواء كنت تعيش هذا النمط أو تتعامل معه.


---

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

إعلان أعلى المقالات