العجز المكتسب وقضايا الشباب

العجز المكتسب أو المتعلم  ، اليأس ، الاحباط  ،   كلها عوامل مدمرة لحياة اي انسان على احتلاف اشكال التدمير   

تناولت فى موضع سابق توضيح نظرية العجز المكتسب بشكل مفصل ولذا سوف أوضح هنا فقط الغرض منها  كانت تهدف النظرية الى ان هناك عوامل و مؤثرات خارجة عن لإرادة الانسان إلا انها تؤثر فيه بشكل كبير  فتجعله مستسلما لقسوة ظروفه غير راغب في تعديلها لشعوره انه لا جدوي من مجهوده و انه لن يستطيع التغير مهما فعل ......  هنا  سوف احاول ربط هذه النظرية ببعض  القضايا الحياته لكن قبلها اود ان اوضح بعض الصفات للمستسلمين الذين تملك منهم اليأس .

العجز المكتسب وقضايا الشباب


الصفات الشحصية للمتصفين بالعجز المكتسب :-

- عدم القدرة على تحقيق أهدافه بسبب ضعف الإمكانات

- ليس لديه قدرة على تحمل ما يواجه من صعاب

- يسعي لتحقيق اهدافه فى نوع واحد من الاهداف اما مضمونة  النجاح لسهولتها او مضمونة الفشل لصعوبتها و  لا يسعى لتحقيق اهداف تختبر قدراته

- يظن أن النتائج رهن الحظ و الصدفة و لا يشعر بالبهجة فى اذا حقق هدف معين لانه لم يبذل اى جهد  فى تحقيقه 

- يستسلم بسهوله لأى نتائج تؤدى به الى العجز و تؤكد له نقص امكانياته

- العاجز فى تقويمه ينظر الى الاخطاء و السلبيات و يضخمها

- يفسر الاحداث المبشرة و الايجابية بما يتفق مع نفسيته العاجزة

-  اقل اصرار فى مواجهة الفشل فينهزم سريعا

- اقل توقعا للنجاح و اذا نجحوا لا يصدقون ان النجاح نتيجة جهدهم و قدراتهم 

- أقل استخداما للاستراتيجيات الايجابية 

- لديهم اقتناع شخصي بعدم التحكم فى ظروف العمل و تغيير اى شيء فيتكيف مع ظروف العمل أيا كانت حتى لو كانت على حساب صحتهم النفسية و البدنية 

- انخفاض الرغبة فى مواجهة المشكلات و تجنب العقبات فكرة الا جدوى هي المسيطرة.

دعونا نتناول العجز من حلال بعض القضايا التى لها تأثير على الشباب و الاكبر سننا 



العجز المكتسب و الادمان

من  القضايا الهامة التى تعاني منها العديد من المجتمعات و لا سيما الا ماكن النائية و بكل أسف و  لاسباب عديدة تعد فئة الشباب من أكثر الفئات المتضررة من هذه الأفه لن أخوض كثيرا فى وصف ما هو الادمان و من هو المدمن  فالامر ليس سرا على أحد لكن ما أود توضيحه هو علاقة العجز المكتسب بالادمان إن المدمن تعلم أن يكون عاجزا وأن يستسلم للواقع حينما حاول الاقلاع عن الادمان و فشل فالامر جد خطير فهناك العديد من الابحاث بهذا الخصوص و قد توصلت الي أن تكرار مرات الفشل فى الاقلاع عن الادمان جعلت المدمن يتعلم أن أي نتيجة تحدث ليس لها علاقة بما يبذله من جهد و توقف المدمن تماما عن اي محاوله تمكنه من العلاج من الادمان و استسلم لمشجعات الادمان  فمن يعاني الاحباط المتجدد يصبح ضعيف الثقة بالنفس يائس غير مهتم بالنواحي الايجابيه 

العجز المكتسب و البطالة

للعمل أهمية كبيرة فى حياة اى انسان فبصرف النظر عن كونه مصدر الرزق و يوفر المرء من خلاله سبل العيش الكريم فهو ايضا الشيئ الذى يقضي فيه الانسان جزءا كبيرا من وقته و يكون فيه الصدقات و يتعرف فيه على الرفاق و ينشئ فيه العديد من الطموحات و الاهداف الذى يقضي سنوات جاهدا للوصول الى احلامه و اهدافه هذا ما يحدثه العمل لكن ما الذى تحدثه البطالة ؟؟ أنها تحدث بداخلنا نوع من الاغتراب و قلة الثقة بالنفس و الاحباط و الحقد و السلوك العدواني تجاه المجتمع و الادمان و غيرها و نري العجز المكتسب هنا عندما يفقد الشخص وظيفته  او فرصا فى الحصول على وظيفة مناسبة بعد سنوات دراسة و اجتهاد طويله و توقعه لتحقيق العديد من الاحلام و بزيادة مدة البطالة تزداد اضطرابات الاشخاص و يميلون لى التفكير فى عجز قدراتهم و شهاداتهم فى مواجهة الاحداث الصعبة فى الحياة و تميل النفس الى اليأس و تقل الثقة بالنفس ، تتعدد الامراض النفسية 



العجز المكتسب و الانتحار

فى الاوانة الاخيرة ازدادت حالات الانتحار فقد سمعنا و شاهدنا العديد من حالات الانتحار وبعضهم كان يفعل فيديوهات توثق اخر لحظات الحياة بكل اسف و يعتبر الانتحارأشد أشكال السلوك العنيف تجاه النفس و طبعا العلاقة بين الانتحار و العجز علاقة قوية وثيقه فلا يقدم الانسان على الانتحار الا بعد شعوره بالعجز و اليأس فعندما تكون النظرة للحياة قانطة و تضعف القدرة على التحكم يحدث  الانتحار ان العلاقة بين الاكتئاب و الانتحار تحدث دوما من خلال وسيط و هو العجز حتي محاولى الانتحار من غير المكتئبين أظهروا ارتباط وثيق بين محاولات الانتحار و العجز

و قد خلص بيك ، و سليجمان  الى ان

-العجز المكتسب هو الدافع للسلوك الانتحار

-أن التفكير المشوة يقوم بدور جوهري فى معظم حالات العجز

الفقر و العجز المكتسب

الفقر آفة كبيرة تعاني منها شعوب و مجتمعات كثيرة و خاصة بعدما اخذت الطبقة المتوسطة فى الذوبان و أصبح الجميع يعاني دون الخجل من الحديث عن تلك المعاناة كما عهدنا قديما  فقد ارهقت الضغوط المادية الكثيرون 

من خلال الابحاث هناك صفات في بعض ساكني المناطق الفقيره منها 

الشعور الدائم بعدم الامان لذلك لا يحاول البحث عن سبل جديده تسهم فى تغير وضعه المادي

الشعور بالاحباط ة العزلة 

الشعور بالعجز و فقدان الامل 

هذه الصفات تشبه كثيرا من يعانون من العجز المكتسب فصورة الفقسر توضح العجز المفروض عليه بسبب الحرمان  فالفقر يشبه السجن الى حد ما فهو يتسبب في حرمان الشخص كثيرا من رغباته و احلامه و هنا نري ارتباط الفقر بالعجز المكتسب لأن الفقير يحاول بعض الشيئ اللحاق بمن هم اغني منه( فقط في الحصول علي بعض حقوقه العادية و المشروعه ) الا ان محاولاته فى احيانا كثيرة لن تكن ناجحه فيستسلم لحرمانه و وضعه و لا يحاول  تغير ساكنا لانه بات مقتنعا  انه مهما اجتهد لن يستطيع تحقيق احلامه و اسرته على النحو الامثل خاصة ان اجتمع المرض مع الفقر فالفقير يعاني من الاحساس بالتهميش و الاغتراب و الاهمال وكلها تصل به للعجز و نظرا لانه حاول و لم يقوي على التغير يستسلم و يهدأ متأكدا الا جدوي من محاولاته .

تلك القضايا  من اهم القضايا و اكثرها تأثيرا في حياتنا فلا داعي لذكر المزيد تجنبا للاطاله فما هي الا نظرة سريعه لاننا ان تعمقنا في تلك القضايا نحتاج الى كتب.



بعض الاقتراحات

علينا سرعة التدخل المبكر فى احتواء الاطفال في الاماكن الفقيرة بشكل يغير ثقافتهم التى سوف يرثونها من كراهيه و احباط و يأس و شعور بالتهميش و الحرمان فما شعور طفل فقد احد أبويه  مثلا لانه لم يحصل على حقه فى العلاج فتلك قنابل موقوته في الكبر 

ينبغي ان تحتل العدالة الاجتماعية مكانتها في المجتمع خاصة في مجال التعليم و تكافؤ الفرص فليس مكتوبا على الفقير ان يتوسل او يحتال للحصول على حقه فلابد من تغيير ثقافة التعامل نفسها و ادراك ان اى شيئ نقدمه فهو ليس فضلا انما حق له

تغير ثقافات الشباب حول الإدمان و نتائجه فالبعض يلجأ لهذا السلوك اعتقادا منه ان هناك نتيجه ايجايبه ما و هي ابتعاده عن واقعه المؤلم و لو  لبعض الوقت  فالادمان لا يداوي الالم ابدا 

عدم الاستهانه بكلام البعض عن كراهيتهم للحياة و تلميحهم الا فائدة من وجودهم فيها و الحديث المستمر عن صعوباتها مهما كانت صغيرة فى نظرنا لأن هذه الافكار ان تعاظمت داخلهم سنجد منتحرين و منحرفين

علينا جميعا وكل منا يعيش مع اسرته ان يعرف ما يحدث داخل هذه الاسره فيكون الصديق احيانا و الاخ احيانا و الاب الحامي احيانا و ،،،،،،  فى النهاية المراقب لتصرفات جميع افراد الاسره عن بعد لمعرفة اين تتجه سلوكياتهم كى نتمكن من التدخل فى الوقت المناسب و ليس بعد فوات الأوان و نردد  : (و الله ما كنت اعرف لم يكن ظاهرا عليه)


ختاما

عندما اخترت موضوع العجز كنت أعرف اننا جميعا نعاني ضغوطا و مؤثرات خارجية قاسيه جدا ربما أقوي من طاقتنا ،،، لكن منا من استطاع التعامل مع هذه الضغوط بشكل جيد حتى تمر دون أن تسبب  له آذى  و ربما تعلم منها درسا مهما في حياته  ، و منا من استسلم لها تماما وفضل تحمل الآذي لبعض الوقت حتى وان كان مدرك ان هذا الاذي سيعود مرات متعدده ،  لكنه اعتاد كلما حدثت له ظروف معينه يستسلم لها بكل يأس في انتظار فرج الله دون تحريك ساكن او فى انتظار نهايته كما فى حالات الادمان مثلا

 أعلم جيدا يا اخى ،، و اختي أن لم تنهض لتنقذ نفسك فلن تفيدك أيادى الجميع ان مدت لك و لم تكن لديك الرغبة و الارادة فأنت الوحيد القادرعلى اسعاد نفسك و تخطيها الصعاب لا تتنازل عن ارادتك ابدا مهما قست الظروف فانت قادر بالايمان بالله على تخطيها 👌👌

4 تعليقات

  1. ما شاء الله رائعه في كل ما تقدمين ربط ممتاز بين العجز و تلك القضايا الهامة سلمت يداك ❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جدا لحضرتك دا من ذوق خضرتك شرفني جدا المرور و شرفني اكتر التعلسق يسلمووووو

      حذف
  2. موضوع ممتاز تناول العديد من القضايا الهامه الواقعية علي رأسها العجز

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمى دارين على المرور الحلو و الكلام الاحلي

      حذف
إرسال تعليق
أحدث أقدم

إعلان أعلى المقالات