التسامح و سعادة حقيقية - مدونة كن سعيد

 التسامح و العفو و  ان تسامح من تسبب في اذاك وضرك  او حزنك يوما ما و قررت ان تصفح و تسامح   و تبتغي الاجر من الله  ستشعر بالراحة. النفسية وانك الاقوي فلا يقدر علي العفو الا  القوي 

 فالتسامح له تاثير مباشر علي النفس البشرية و تفاعلاتها المختلفة فهو من اجمل الصفات الانسانية و إن كان من أصعبها علي النفس  فليس من السهل ان تنسي من جرحك لكن لو قدرك الله علي ذلك لا تتردد فالجنة تستحق .

العلاقة بين التسامح و السعادة 

 العلاقة بين التسامح  او العفو  و السعادة   قوية فكلما تسامحت  وجدت  السعادة  و شعرت بالراحة  و انك  اخذت خطوة مهمة في حياتك  فالعفو عبادة تمس القلب  يظل المرء غاضبا من غيره مقررا الا يكلمه مهما طالت السنين لانه تسبب في اذاه  و الضرر له ثم تجده يسمع احد البرامج عن فضل العفو فيقرر ان يهاتف من ضايقه و خاصمه و يؤكد انه قلبه صافي لوجه الله فقط و لا يدع فرصة لاحد يكون وسيطا في تلك الخطوة.  و كأنه بريد كل الفضل. دون مشاركة من احد وعندما يفعل ذلك يشعر كانه انجز شيء مهم و تري قلبه سعيدا و يكلم الجميع بما فعل و يتباهي بما وصل اليه من صفاء قلب و نقاء سريرة  فيشعر بالسعادة النابعة من القلب ذلك هو الحال في الامتثال لاوامر الله كان الله يسعد قلبك كلما اطعته  

و يشعر الطرف الاخر ايضا بالسعادة لانك سامحته و ارجعت العلاقات لطبيعتها  فربما لم يكن الخطاء مقصود،  و ربما لم يكن هو نفسه يشعر انه اخطا في حقك ، او ربما من كثرة شعوره بالذنب يخشي مقابلتك  ، هناك اسباب كثيره تجعلك تلتمس العذر  ان قررت العفو و قررت ان تجعل قلبك صافي متسامح  فالعفو قرار ليس سهلا علي النفس البشرية ابدا ليس سهلا ان تنسي الاساءة ولكن الله يسخر لك من يتسبب في رقة قلبك  حتي لا تحرم من الاجر و من السعادة التي تتبع العفو 

كما ان العفو يعني قوتك وليس ضعفك ابدا فالضعيف لا يقوي علي شيء لا يقوي علي عفو و لا مسامحه و لا شيء من هذا القبيل  ابدا 

↚

 توطيد العلاقات 

توطيد العلاقات و الروابط الاجتماعية بين الاسر او الاصدقاء او الجيران  فتسير  الامور باللين فهناك عائلات بسبب القطيعة لا يعرف ابناء العائلة  الواحدة بعضهم البعض  بسبب قطع الروابط الناتج عن الخلافات العائلية الواهية احيانا فالتسامح يؤلف القلوب و يقرب المتباعدين  و يوطد العلاقات بين الاسر  كما انه من مكارم الاخلاق و اكثرها فائده و نفع للفرد  و الاسره   

 .فقد قال الله تعالي : ( و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس ) فإن العفو و التسامح و سعة الصدر و الصبر علي ما يكرهه الإنسان كل ذلك مما امر به الله تعالي 

فقد نجد للأسف العديد من الخلافات التي تصل إلي حد المقاطعة داخل الأسرة الواحدة و احيانا بين الأخوة أو بين الآباء و الأبناء و قد تصل الأمور إلي قطع الأرحام و ما لها من عقاب عند الله تعالي وننسي الأجر العظيم من الله في حالة العفو و التسامح ...، فلا يقوي علي التسامح إلا من يمتلك داخله الرحمة ، و لا يمتلك الرحمة إلا إنسان ذو حكمة فالحكمة تقوي العزيمة و تمنح العقل القوة و الإرادة 

فالتسامح الحقيقي هو مفتاح السعادة الصادقة ، لأنه يقوم بإزاله طبيعية لمفاهيم الغضب و العنف و الانتقام و الثأر و الإيذاء و بقية المشاعر السلبية  . 

وجميعنا يعرف ما عليه بعض بلدان وطننا العربي في السنوات الأخيرة من حروب و خراب و دمار يتسبب فيها التباغض و التشاحن و الكراهية و الحقد الناجمين  عن عدم التسامح  و تقبل كل منا الاخر فالانسان السمح  من كان محبا لفعل الخير داعيا له ذلك ان السماح مصدر  لراحة النفس و العقل .

↚

ما أود أن اقوله لك :

كن متسامحا مع غيرك فالتسامح لا يعني الضعف أبدًا فالضعيف لا يقوي علي العفو و لا يملكه فالعفو لا يأتي ان من قوي ذو قلب متسامح يخشي الله ويسعي لازالة  الغل و الحقد  و يطمع في مغفرة الله له فمن لا يغفر لا يغفر له  و لا ننسي ان الحياة أقصر من أن نقضيها في إحصاء أخطاء الغير تجاهنا فكم من عزيز فقد هذ العام وكان في شباب و صحة و عافية  و فاجأه الموت  ، فلا تجعل الصفح كلمات تقال وقت الاحتضار  تسامح و سلم الامر لله في هذه الايام المباركات فالامس قد مضي و اعطانا الله فرصة يوم جديد و لا يدري احدنا ما يحمل الغد فكلنا راحلون . فاغتنم الايام في السعادة لا في الكراهية و المشاحنة  و تذكر دوما ان الله وعده الحق و قد وعد بالخير الكثير في الدارين للقادر علي العفو .

وكن رحيما فالرحمة أعمق من الحب و أصفي و أطهر ...فيها الحب و التضحية   و انكار الذات و التسامح و فيها العفو و الكرم ،  والعطاء فكلنا قادرون علي الحب لأنه طبيعة النفس البشرية التي خلق الله الناس عليها لكن قليلون القادرون علي الرحمة. 

و ختاما كن متسامحا تعش سعيدا .