.
كيف نُربّي طفلًا يشعر أنه محبوب حتى في لحظات الخطأ؟
لماذا هذا الموضوع مهم؟
في قلب كل طفل سؤال خفي: “هل ما زلت محبوبًا حين أُخطئ؟”
الإجابة التي يتلقاها من البيئة المحيطة تشكّل أساس ثقته بنفسه، وصورته عن الحب، وعن العالم.
التربية التي تربط الحب بالسلوك تُنتج طفلًا قلقًا، يسعى للكمال خوفًا من فقدان القبول.
أما التربية التي تحتضن الخطأ، وتفصل بين الفعل والشخص، فهي تزرع الأمان النفسي، وتُعلّم الطفل كيف يُصلح دون أن يخجل من ذاته.
🌱 أولًا: فهم الحب غير المشروط
الحب غير المشروط لا يعني غياب الحدود، بل يعني أن الحدود تُقدَّم داخل إطار من الأمان والقبول.
الطفل يحتاج أن يشعر أن قيمته لا تتغير مهما فعل، وأنه محبوب لأنه هو، لا لأنه “جيد” أو “مطيع”.
علامات الحب المشروط:
• “أنا بحبك لما تكون شاطر.” بمعني عندما ترضيني أنا احبك
• “لو عملت كده، مش هكلمك.” بمعني إن فعل تصرف لا يرضيني سوف أبتعد عنه
• “أنت خيّبت أملي.” كثيرا ما نقول ذلك عند الاخفاق الدراسي مثلا او الرياضي
علامات الحب غير المشروط:
• “أنا بحبك دايمًا، حتى لما نغلط، بنتعلم سوا.”
• “اللي حصل مش كويس، بس إحنا نقدر نصلحه.”
• “أنا هنا علشان أساعدك، مش علشان أسيبك.”
ثانيًا: كيف يفهم الطفل الخطأ؟
الطفل لا يرى الخطأ كما يراه الكبار.
هو يتعلّم من خلال التجربة، ويعبّر عن مشاعره بسلوكيات قد تكون مزعجة، لكنها نداء للحب أو الفهم.
حين يُقابل الخطأ بالغضب أو التوبيخ، يتعلّم أن المشاعر تُخيف، وأن التعبير عنها خطر.
أمثلة واقعية:
• طفل يصرخ لأنه متضايق → يحتاج احتواء، لا صراخ مضاد.
• طفل يكذب لأنه خائف من العقاب → يحتاج أمان، لا وصم بالكذب.
• طفل يكسر شيئًا لأنه متحمس أو مشتت → يحتاج توجيه، لا إهانة.
ثالثًا: أدوات عملية لتربية الحب وقت الخطأ
1. احتضان المشاعر قبل تعديل السلوك
“أنا شايف إنك متضايق… تعال نحكي الأول، وبعدين نشوف نعمل إيه.”
2. استخدام لغة تفصل بين الفعل والشخص
بدلًا من “أنت غلط”، نقول “اللي حصل محتاج نصلحه، بس أنت دايمًا محبوب.”
3. التصحيح المشترك بدلًا من العقاب
“تعال نرتب سوا اللي اتكسر، المرة الجاية ننتبه أكتر.”
4. التكرار الآمن للجمل الداعمة
“أنا بحبك حتى لما تغلط.”
“كلنا بنتعلم من أخطائنا.”
“أنا هنا علشان أساعدك، مش علشان أسيبك.”
---
🌸 رابعًا: كيف يؤثر هذا الأسلوب على الطفل؟
• يزيد من ثقته بنفسه
• يقلّل من السلوكيات العدوانية أو الدفاعية
• يعلّمه الإصلاح بدلًا من الإنكار
• يبني علاقة قوية بينه وبين الأهل مبنية على الأمان والصدق
---
✨ خامسًا: كيف ينعكس هذا على الأسرة؟
• يقلّ التوتر في التعامل اليومي
• تتحوّل لحظات الخطأ إلى فرص للتقارب
• يشعر الأهل أنهم يربّون طفلًا واعيًا، لا مجرد “مطيع”
---
🌟 خاتمة
في لحظة الخطأ، يكون الطفل في أضعف حالاته…
وما يحتاجه ليس حكمًا، بل حضنًا.
حين نُحب الطفل في ضعفه، نعلّمه أن الحب لا يُنتزع، وأنه يستحق القبول دائمًا.
وهكذا، نُربّي إنسانًا يعرف كيف يُحب نفسه، ويُصلح أخطاءه، ويمنح الآخرين نفس الرحمة.
شاركونا قصصكم و تجاربكم مع الاطفال كي نتبادل المعرفه

